قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي المنتهية ولايتة إن الحكومتين العراقية والأمريكية التزمتا بتطبيق كافة الخطوات المتفق عليها بين الجانبين، وأن هذا الالتزام سينتهي لما نصت عليها الاتفاقية الأمنية.
وأضاف المالكي في خلال مؤتمر القادة الذي أقامته وزارة الدفاع "التزمنا كما التزم الجانب الأمريكي بكل المحطات التي تم الاتفاق عليها من عملية تسلم المحافظات إلى تسليم المعسكرات وخفض القوات وإنهاء الحالة القتالية للقوات الأمريكية".
وأشار المالكي إلى رضاه عن هذا الإلتزام وعن قناعته بأنه سينتهي وفقا لما نصت عليه الاتفاقية الأمنية.
وكان رئيس أركان الجيش العراقي بابكر زيباري قد حذر الأربعاء من أن الجيش العراقي لن يكون قادرا على تولي الملف الأمني بصورة كاملة قبل أن تكتمل قدراته بحلول 2020.
ويأتي تحذير زيباري بعد مضي أيام على نقل وسائل الإعلام لنص مقابلة مع طارق عزيز أحد رموز نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وحذر فيها أيضاً من مخاطر انسحاب القوات الأمريكية قائلاً إن "الأمريكيين سيتركون العراق للذئاب".
وأوضح زيباري أن " الانسحاب ربما يسير بشكل جيد الآن وذلك لأن القوات الأمريكية مازالت في البلاد ولكن المشكلة ستبدأ مع حلول عام 2011".
وطالب زيباري السياسيين "بإيجاد أساليب أخرى لتعويض الفراغ ما بعد 2011".
التزام أمريكي
وفي رد على هذه التصريحات أعلنت الولايات المتحدة التزامها بالجدول الزمني المحدد لانسحاب قواتها من العراق، واكدت أن انهاء العمليات الحربية لقواتها سيتحقق في موعده قبيل نهاية شهر اغسطس/آب الجاري، على أن تتم عملية سحب كافة القوات المقاتلة من ذلك البلد في موعدها النهائي في أواخر العام المقبل.
يذكر أن للولايات المتحدة حاليا 64 ألف عسكري في العراق وسيبقى زهاء 50 الفا منهم في البلاد حتى نهاية عام 2011 لتدريب القوات العراقية والدفاع عن المصالح الامريكية.
ويقول مراسل بي بي في بغداد إن حالة القلق تتزايد في العراق مع تنامي الشعور بأن الأمريكيين يريدون الخروج من العراق بأسرع وقت وذلك لأن الديمقراطيين يخشون فقد الكثير من الأصوات في الانتخابات النصفية للكونجرس المقرر إجراؤها في نوفمبر / تشرين الثاني المقبل.
الطائفية
زيباري يطالب السياسيين بايجاد أساليب لتعويض الفراغ بعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق
وفي موضوع آخر، حذر نوري المالكي من ظهور "الطائفية في الوسط العسكري" وظهور "الحزبية والعشارية والمناطقية".
وقال في كلمته في المؤتمر "اسمع وهناك ان الحزبية تبرز وتطل برأسها".
وأضاف أن البعض يقول إن "العراق يمر بأزمة والحكومة لم تشكل، لا علاقة لرجل الأمن بهذه القضية. ستشكل الحكومة، وستمشي العملية السياسية، ولكن أنت مكلف بحماية البلاد وحماية الأمن".
تقدم كبير
من جانبه ذكر البيت الأبيض أن الرئيس باراك أوباما راض عن التقدم الذي حققه العراق من الناحية الامنية، مما سيسمح للجيش الأمريكي بتسليم المهام الأمنية للقوات العراقية.
وقال روبرت جيبز المتحدث باسم البيت الأبيض إن الجنرال ريموند اوديرنو القائد الامريكي الأعلى في العراق قد أطلع الرئيس أوباما على الاوضاع في ذلك البلد.
وقال جيبز: "لقد سحبنا بالفعل اكثر من 80 الف جندي من العراق منذ تولى الرئيس اوباما مقاليد السلطة. وقال الجنرال اوديرنو إن الوضع الامني في العراق قد مكن من المحافظة على التقدم الكبير الذي احرز في السنتين الماضيتين، وان القوات العراقية مستعدة تماما لاستلام زمام القيادة عندما ننهي مهمتنا القتالية في ذلك البلد اواخر الشهر الجاري."
الا ان جيبز اضاف بأنه من المرجح ان يشهد العراق مزيدا من الهجمات التي يقوم بها المسلحون كلما اقترب موعد الانسحاب الامريكي.
وقال: "نتوقع تصعيدا في أعمال العنف في رمضان إذ سيقوم المسلحون الباقون بمحاولة لفت الأنظار إليهم".
يذكر أن هجمات المسلحين تشهد تصعيدا في شهر رمضان.
وقد أدت الهجمات المختلفة إلى مقتل اكثر من مئة شخص في كافة انحاء العراق هذا الشهر، بينما كان شهر يوليو/تموز الماضي اكثر الشهور دموية في العراق منذ عام 2008.
واضاف جيبز بأن الرئيس اوباما اطلع الى الجهود المبذولة لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
ارسل لصديق